الخميس، 10 نوفمبر 2016

تجربة صناعة المحتوى المعرفي للأطفال

بقلم : خالد العماري
@ammarikh
09‏/06‏/2016


" المحتوى المعرفي " مصطلحٌ معاصر يضم مفاهيم واستراتيجيات وتقنيات متنوعة ومتعددة تهدف لإثراء ونشر وتداول المعرفة الإنسانية على اختلاف الثقافات والحضارات على نطاق واسع وبصورةٍ حيويةٍ وسهلة، تمكن المستخدم من الوصول الحر إلى المعلومة التي يريد في مظانها وغير مظانها، والبحث عن مثيلاتها ونضائرها ونقائضها بطريقة سلسةٍ وميسورة، مما يسهم في تمييز المعارف واستثمارها والبناء عليها بل وإنتاج معارف أخرى مما يسهم في تقدم البشرية والحفاظ على النوع الإنساني  وتكوين المجتمعات المعرفية.

ورغم أن البشرية قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، وأن الثقافات والحضارات والمؤسسات والأفراد قد سجلوا حضوراً لافتاً على مختلف المنصات الرقمية والقوالب الإلكترونية والتقنيات والشبكات إلاَّ أن المحتوى المعرفي العربي لازال يعاني من شح في هذا الجانب، وتأخرٍ في هذا المضمار؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن المحتوى المعرفي العربي يمثل ما نسبته 0.3% فقط من المحتوى العالمي الرقمي باللغات الأخرى، وهذه ثغرةٌ حضارية دفعت بعض الدول والحكومات في المنطقة العربية إلى الالتفات لهذا الأمر ومحاولة تدارك ما فات وإطلاق مبادرات نوعية لتغذية المحتوى العربي الرقمي على الشبكة العنكبوتية ومن تلك المبادرات:

-         -  مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي www.econtent.org.sa  : وهي مبادرة شاملة للتقنيات وللمحتوى وفق استراتيجية تدعمها جهات عليا بالمملكة العربية السعودية.      

-            - مبادرة تغريدات (taghreedat.com   ) : وهي أول شراكة عربية عالمية لتعريب المحتوى الرقمي في يوتيوب وغيره.

وقد نتج عن هذه المبادرات مشاريع أصغر وأكثر تخصصاً، مثل :

-            - مسابقة " تجسيد " (tajseed.net ) : وهي مسابقة تطوعية غير ربحية لإثراء المحتوى العربي بنمط فن الإنفوجرافيك.

-           - مركز " إثراء المعرفة " (ithraknowledge.com ) : وهو برنامج أرامكو لإثراء المعرفة.

-            - برنامج أيام الإنترنت العربي وهو اول شراكة عربية مع قوقل لتعريب المحتوى.

-       - شراكة جديدة مع مؤسسة ويكيبيديا العالمية المالكة لموسوعة ويكيبيديا لاستخدام الإنستاغرام وفليكر وكافة تطبيقات الصور في إثراء موسوعة ويكيبيديا العربية.

-           -  مذكّرة تفاهم مع مؤسسة ميدان Meedan العالميّة والتي تسهل نفوذ المستخدم العربي إلى المصادر المعرفية المفتوحة.

-          ولازالت هناك مشاريع ومبادرات واعدة في طور التخطيط.

ومن خبرة عملية في صناعة المحتوى المعرفي للطفل ظهرت لنا بعض النتائج والتوصيات:

1-       هناك تقنيات وأدوات عدة ينبغي الإفادة منها بشكل استراتيجي لتكوين بنية معرفية حيوية، من أهمها : القواميس، والترجمات الآلية، وقواعد البيانات، ومحركات البحث، ونظم التعرف على الحرف والصوت.

2-      الحاجة الاستراتيجية للعمل وفق مبادرات ومشاريع " المحتوى المعرفي " والإفادة من الجهود المحلية والدولية لنشر المعرفة المتخصصة.

3-      هناك ثراء معلوماتي نصي كلاسيكي في كل مجال ينبغي إعادة النظر في كيفية تقديمه وموائمته لتقنيات واستراتيجيات " المحتوى المعرفي ".

4-              هناك ضعف ظاهر في المعلومة النموذجية العربية المقدمة على الانترنت.

5-      ينبغي تخصيص جهود وطاقات ومشاريع لتقريب وتجسيد المعرفة النصية إلى صيغ أخرى محببة إلى الجمهور وقابلة للتداول والانتشار على نطاق أوسع.

6-              نوصي بدعم المبادرات السريعة في هذا المجال لأن نجاحها هو بوابة النجاحات.

7-              نوصي بالإطلاع والعناية بالبحوث والدراسات والإحصاءات المتعلقة بالمحتوى المعرفي الرقمي العربي.

8-              نوصي بإعداد مذكرات تفاهم وعقود شراكة مع الجهات المعنية بالمحتوى المعرفي.

9-              نوصي بالعناية البالغة بالعملية التكاملية لثلاثية المحتوى المعرفي : التهيئة والنشر والتحديث.

10-         نوصي بتعزيز التواصل والشراكة بين الخبراء والمشاريع في هذا المجال.


 مثال لصيغة من صيغ المحتوى المعرفي المحبب للأطفال ( إنفوجرافيك الأطفال ) مما ورد في هذا الموضوع :
 - ان الطفل حتى عمر ٦سنوات لا يحب المعلومات بشكل مكثف، بل محددة، واضحة، وبشكل متكرر.

 - يقول فان جوخ الرائد في فن التصميم عبارة جميلة جداً عن الانفوجرافيك وهي " الصورة الجيدة تساوي فعلاً
جيداً" أي كلما كانت الصورة دقيقة وتوضح معنى الكلمة كلما كانت المعلومة ممثلة بشكل حي وكان العقل اسرع في استيعابها لتنعكس على مستوى السلوك الصادر فقط من رؤية الصورة.

 - يقول وليم بليفير-مخترع الرسوم البيانية لفهم المسائل المعقدة- في احصائية نشرت له  عن أهمية تمثيل البيانات بطريقة ممتعة قال فيه: " طريقة جذب العين من حيث حجم الصورة ونسبتها هي أفضل طريقة لتوصيل الفكرة      بشكل متميز" .

  - إن البدء مع الأطفال بطريقة تضمين المعلومات في صورة،  تجعل الذهن في حالة استعداد لتقبل المعلومة القيّمة وتعديل السلوك السيئ. 

  - الصورة أيضاً ليست عنصر اضافي في حكاية القصة للطفل بل هي عنصر أساسي ويمكن حكاية القصة فقط عن طريق الصور.


  - لذا يقول علماء النفس أن الأطفال الذين يستمعون إلى قصة مع عرض الصور يتذكرون المعلومات أكثر من أولئك الذين استمعوا إلى حكاية القصة خالية من الصور.


وللإطلاع على تجربتنا في صناعة المحتوى المعرفي للأطفال :
مسابقة تشريف http://www.tashreef.org/
تشريف على الفيسبوك https://www.facebook.com/tashreeforg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق